هو ببساطة عملية تنقية للدم من الفضلات والنواتج النيتروجينية الناجمة عن التمثيل الغذائي للأطعمة، مع تحقيق التوازن المطلوب في كمية السوائل ونسبة الأملاح كالصوديوم والبوتاسيوم. ويتم ذلك من خلال مرور الدم في غشاء شبه نافذ، حيث تنتقل من خلاله الفضلات الكيميائية المذكورة من الدم إلى سائل ذي تركيب خاص، ومن ثم إلى خارج الجسم، ليعود الدم إلى الإنسان من جديد وقد تمت إزالة السموم منه. وتتم هذه العملية من خلال ماكينة خاصة، وأنابيب وتوصيلات خارجية، يكون فيها دم المريض موصلاً بمرشح معين، والذي يحتوي على الغشاء المذكور.
كي يتم هذا الإجراء بنجاح وفعالية، فإن هذه العملية تكون من خلال جلسات بجدول أسبوعي ومواعيد محددة. وتكون في المتوسط من 3 جلسات أسبوعياً، بواقع 4 ساعات للجلسة الواحدة. وقد تختلف المدة والعدد طبقاً لحالة كل مريض على حدة.
وبالرغم من تطور أساليب الغسيل الدموي، فإنه لا يقوم بتحقيق الوظائف الأخرى للكلى، كإفراز هرمون الاريثروبويتين المسؤول عن تحفيز النخاع العظمي لتصنيع كرات الدم الحمراء، ولا يقوم بتنشيط فيتامين دال المسؤول عن الحفاظ على نسبة الكالسيوم بالدم، وبالتالي صحة العظام. لذلك فإن الأطباء يقومون بتعويض هذه الوظائف من خلال الأدوية والعقاقير أثناء وبعد جلسات الغسيل الدموي.
ويحتاج إجراء الغسيل الدموي إلى إيجاد مخرج دموي بجسم الإنسان، وذلك كي يتسنى من خلاله خروج الدم عبر الأنابيب والوصلات بسرعات محددة، تترواح من 200 مل في الدقيقة
وحتى 450 ملل بالدقيقة. لذلك فلا يمكن استخدام الأوردة السطحية الصغيرة، وإنما يستخدم الأطباء الأوردة العميقة والمركزية، والتي تتصل اتصالاً مباشراً بالقلب. وبالتالي فإن الأطباء يلجأون إلى تركيب القساطر المركزية بالوريد الوداجي، وهو أحد الأوردة الرئيسية برقبة الإنسان، والذي يصب في القلب عبر الوريد الأجوف العلوي. كما يقوم الأطباء المختصون في جراحة الأوعية الدموية بعمل وصلة ما بين وريد وشريان بأحد الأطراف العلوية، وهو ما نسميه الوصلة الوريدية الشريانية، حيث يتدفق الدم من خلال هذه الوصلة من الشريان ذي الضغط الأعلى، إلى الوريد ذي الضغط الأقل، فيسهل إخراج الدم بالسرعات المطلوبة عبر ذلك الوريد. ولكي يتسنى هذا الإجراء عبر الوصلة المذكورة، فإنه لا يتم استخدامها كمخرج دموي إلا بعد مرور 6 أسابيع أو أكثر، وذلك كي تزيد سماكة الجدار الوريدي، ليكون جاهزاً كمخرج دموي ملائم للمريض.
والقساطر المركزية أنواع عدة؛ إلا أنها تنقسم في المجمل إلى قساطر مؤقتة، يمتد عملها إلى شهر على الأكثر، وأنواع أخرى تعرف بالقساطر المستدامة، والتي يمتد عملها إلى أكثر من 6 شهور، وربما سنوات.